يُعتبر جهاد محجوب، حارس مرمى الأنصار والمنتخب الوطني سابقاً، من الأسماء التي حفرت تاريخها في ملاعب كرة القدم اللبنانية بعرقها وتضحياتها. بدأ مسيرته مع فريق الصفاء قبل أن ينتقل إلى الأنصار، حيث عاش أجمل الانتصارات وبات أحد ركائز النادي الأخضر.
بداياته تعود إلى السبعينات، حين لفت الأنظار خلال مباراة بين فريق شعبي "النجوم بيروت" وأشبال الصفاء، فاستدعاه أسد علامة للتوقيع مع الصفاء عام 1977. وكان عمره 14 عاماً عندما خاض أول مباراة رسمية ضد الأنصار على ملعب بيروت البلدي ضمن الدورة الرباعية، يومها خسر الصفاء (0-2)، لكن تألق محجوب بصدّه كرات محققة جعلت الجمهور يهتف باسمه.
شارك محجوب مع الصفاء في دورات محلية وخارجية، منها دورة الأضحى وبحمدون، ويتذكر المباراة الماراتونية ضد النجمة التي خسرها الصفاء بركلات الترجيح (3-4) بعد تعادل سلبي. طموحه وحبّه للتحدي دفعاه لخوض تجربة احترافية مع الإسماعيلي المصري عام 1979 مقابل 100 ألف جنيه، حيث لعب موسماً كاملاً وبرز بشكل لافت، متقاسماً مركز الحراسة مع أبو ليلى، وشارك ضد فرق كبرى كالزمالك والأهلي والترسانة، مقدماً عروضاً قوية جعلته حارساً أساسياً رغم صغر سنه (18 عاماً).
عاد محجوب إلى لبنان عام 1980 مرغماً بعد وفاة والده، وانتقل إلى الأنصار مقابل 50 ألف ليرة لبنانية، ليكتب صفحات مجد مع النادي الأخضر. شارك معه في معظم البطولات المحلية والخارجية، منها المواجهة التاريخية ضد فريق "باستيا" الفرنسي في بيروت، حيث خسر (0-2)، قبل أن يثأر الأنصار في فرنسا بالفوز (2-1).
كما شارك مع الأنصار في دورات عربية، منها كأس الأبطال في الأردن، حيث واجه كاظمة الكويتي، النصر الإماراتي، والمحرق البحريني الذي فاز عليه الأنصار (1-0).
على صعيد المنتخب الوطني، مثّل محجوب لبنان في نحو 35 مباراة دولية، وكان الحارس الأول، كما شارك احتياطياً في تصفيات كأس العالم في كوريا الجنوبية. ومن أبرز محطاته مع المنتخب مشاركته في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، حيث خسر لبنان أمام تركيا (0-1) وتعادل مع سان مارينو.
مسيرة محجوب شهدت بطولات وتحديات لا تُنسى، فكان مثالاً للتفاني والإخلاص.