بين 4 و7 أيلول المقبل، تعود أصوات المحركات لتملأ الطرقات اللبنانية مع إقامة النسخة الـ47 من رالي لبنان الدولي بتنظيم النادي اللبناني للسيارات والسياحة (ATCL) وبرعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في محطة تعد من الأبرز على روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات.
تاريخ عريق
يعود تاريخ هذا الرالي إلى عام 1951 حين نظّم خوسيه شدياق أول سباق حمل اسم "دورة لبنان" بمسافة قاربت 500 كيلومتر، وكان بمثابة الشرارة الأولى لولادة سباقات الرالي في منطقة الشرق الأوسط. لاحقاً، وتحديداً عام 1968، انطلقت أول نسخة تحت اسم "رالي الجبل" بمشاركة 57 فريقاً بينهم 14 أجنبياً، لتترسخ هوية لبنان كوجهة رياضية في عالم المحركات.
رغم الحرب اللبنانية والظروف الصعبة التي مرّ بها البلد، بقي الرالي علامة ثابتة، مع بعض الانقطاعات القليلة (1982، 1983، 1989، 1990، 2005، 2020). لكنه دائماً ما عاد أقوى، محمّلاً بذكريات التحدي والإصرار.
محطة عربية ودولية
منذ ثمانينيات القرن الماضي، أصبح الرالي جزءاً أساسياً من بطولة الشرق الأوسط للراليات (MERC)، فاستقطب أسماء لامعة من العالم مثل الفنلندي طومي ماكينن، النروجي بيتر سولبرغ، والفرنسي ألان أوراي، إلى جانب أبرز السائقين العرب من الإمارات وقطر والسعودية.
أبطال رالي لبنان
هيمنة السائقين اللبنانيين كانت واضحة، وعلى رأسهم روجيه فغالي الذي دخل التاريخ بانتزاعه 17 لقباً كرقم قياسي، يليه جان بيار نصرالله بثلاثة ألقاب. أما على الصعيد العربي، فقد خطف الإماراتي محمد بن سليم اللقب 4 مرات، فيما أحرز القطري ناصر صالح العطية لقبين (2019 و2022)، والسعودي عبدالله باخشب لقباً وحيداً.
إلى جانب السائقين، لم يكن الملاحون أقل بروزاً، وأبرزهم اللبناني جوزيف مطر صاحب 10 ألقاب، ما جعله أحد أعمدة هذا السباق.
نسخة 2025: منافسة محتدمة
النسخة الحالية تأتي ضمن الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من بطولة الشرق الأوسط، ما يمنحها طابعاً حاسماً في الصراع على اللقب القاري. المنافسة ستكون مفتوحة بين أبطال لبنان المخضرمين وسائقي النخبة العرب، مع توقّع حضور جماهيري واسع يواكب هذا العرس الرياضي.