في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان، تجد الأندية الرياضية نفسها أمام تحدٍّ وجودي حقيقي. لم يعد تأسيس فريق كرة قدم – سواء للرجال أو السيدات، في الدرجة الأولى أو الرابعة، للكبار أو للفئات العمرية – أمرًا بسيطًا أو رمزيًا. بل بات مشروعًا مكلفًا يتطلب موارد مالية ضخمة، في وقت تغيب فيه أي مظلة دعم فعلية من الجهات الرسمية، وعلى رأسها الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
إن الكلفة الموسمية لأي فريق كرة قدم يشارك في بطولة رسمية تمتد على ستة أشهر، تشمل ما يلي:
• مباريات رسمية (20 مباراة):
• إيجار ملعب وحكام: 1,700 دولار
• نقليات: 1,500 دولار
• مياه: 200 دولار
• تمارين أسبوعية (3 تمارين × 26 أسبوع = 78 تمرين):
• إيجار ملعب: 5,850 دولار
• مياه: 780 دولار
• كادر فني وإداري:
• مدرب رئيسي، مساعد، مدرب لياقة، إداري
• رواتب لمدة 6 أشهر: 6,000 دولار
• معدات ولباس رياضي:
• أطقم مباريات وتمارين، كرات، معدات لياقة، حقيبة إسعافات
• الكلفة التقديرية: 2,995 دولار
• تسجيلات رسمية:
• رسوم الاتحاد، تسجيل اللاعبين، تأمينات
• الكلفة: 1,060 دولار
🔹 المجموع الكامل لكل فريق: 20,085 دولار أمريكي
وهنا نؤكد أن هذه الكلفة لا تشمل أي راتب للاعبين، الذين يشاركون بدافع الشغف والانتماء فقط، في وقت تتحمّل فيه الأندية كامل الأعباء التشغيلية.
أما إذا كان النادي يضم 3 فرق (رجال، شباب، ناشئين أو سيدات، بنات، ناشئات)، فإن الكلفة الموسمية تتجاوز 60,000 دولار، وهو رقم يفوق قدرة معظم الأندية المحلية، خصوصًا في ظل غياب الدعم المؤسسي.
دعوة إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم
إن الاتحاد اللبناني لكرة القدم مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمّل مسؤوليته تجاه الأندية. فالدعم لا يكون بالشعارات، بل بتخفيض الرسوم، تأمين الملاعب، وتقديم مساهمات مالية مباشرة تساعد الفرق على الاستمرار. لا يجوز أن يُترك النادي وحيدًا في مواجهة الانهيار، بينما يُطلب منه الالتزام الكامل بالأنظمة والبطولات.
كل نادٍ يستمر اليوم هو فعل مقاومة. وكل فريق يشارك في بطولة هو انتصار على الانهيار. فلنحمِ ما تبقى من ملاعبنا، قبل أن تتحوّل إلى أطلال.
شربل الحاج موسى