
لم يكن سيب ماير يَعلم أن تغيّراً طارئاً خلال مباراة في كأس ألمانيا الغربية عام 1958 سيغيّر مسار حياته إلى الأبد. المراهق ذو الـ15 عاماً، والذي بدأ مسيرته كمهاجم مع فريق هاوٍ، وجد نفسه فجأةً تحت الخشبات الثلاث بعدما تعرّض حارس مرمى فريقه لإصابة خطيرة. ورغم تلقيه ثمانية أهداف أمام بايرن ميونخ يومها، خطف الموهوب الشاب الأنظار، ليستدعيه النادي البافاري ويبدأ معه رحلة المجد.
ماير، الذي ارتبط بالكرة منذ طفولته قائلاً: "لم أنم يوماً محتضناً لعبة… بل كنت أعانق كرة القدم"، أصبح لاحقاً أحد أعمدة بايرن ميونخ في العصر الذهبي خلال السبعينات إلى جانب فرانز بكنباور والهداف التاريخي غيرد مولر.
وخلال مسيرته الزاخرة، صعد سيب ماير إلى قمة كرة القدم العالمية بعدما حصد:
الدوري الألماني: 4 مرات
كأس ألمانيا: 4 مرات
دوري أبطال أوروبا: 3 مرات متتالية
الكأس القارية: عام 1976
كأس العالم: عام 1974 مع ألمانيا
كأس الأمم الأوروبية: لقب واحد
5 كؤوس دولية مع بايرن ميونخ
ولقّب “قط آنتسينغ” بـ حارس القرن في ألمانيا، كما اختير أفضل لاعب كرة قدم ألماني ثلاث مرات، واحتل المركز الرابع عالمياً بين حراس القرن العشرين. وكان يؤمن دائماً أن البراعة ليست في القفزات الاستعراضية قائلاً:
"لا حاجة إلى قفزة جريئة إذا كنت تقف في المكان الصحيح".
لكن حادث سير خطير عام 1979 أصابه بتمزّق في الحجاب الحاجز وكسور متفرّقة، لينهي مسيرته فجأة وهو في أوج العطاء. ورغم الألم، ظلّ ماير صاحب روح مرحة اقتحمت قلوب الجماهير، واتجه بعد اعتزاله إلى ممارسة رياضات أخرى وتأليف كتب عن اللعبة.
أما الشيء الذي لم يتخلَّ عنه يوماً فكان شغفه بناديه:
"أتابعه دائماً عن كثب… فهذا فريقي".