تشهد بطولة أمم أوروبا لكرة السلة (يورو باسكت 2025) نصف نهائي ناري بين تركيا واليونان، في مواجهة تتجاوز حدود الرياضة لتلامس أبعادًا تاريخية وثقافية. تأهلت تركيا بعد فوزها على بولندا (91-77)، فيما أطاحت اليونان بليتوانيا (87-76)، لتتجدد بذلك واحدة من أشرس المنافسات في القارة.
التاريخ يميل بوضوح لصالح اليونان، إذ التقيا منذ عام 2006 في 9 مباريات، فازت اليونان بـ8 منها، مقابل انتصار وحيد لتركيا. وعلى مستوى البطولات، حسمت اليونان جميع مواجهاتها ضد تركيا في التصفيات الأوروبية والأولمبياد ويورو باسكت، فيما اقتصر فوز تركيا على مباراة وحيدة في كأس العالم.
من أبرز المحطات بين المنتخبين، مباراة يورو باسكت 2009 في بولندا التي انتهت بفوز اليونان بعد التمديد (76-74)، ووُصفت حينها بـ"الدراماتيكية" نظرًا للحدة الدفاعية والسياق التاريخي.
تركيا تدخل مواجهة نصف النهائي بسجل مثالي في البطولة (7 انتصارات متتالية) وهو إنجاز لم يتحقق منذ 1957، بمعدل تسجيل بلغ 90 نقطة في آخر 5 مباريات، مقابل 72.8 نقطة. يقودها النجم ألبرين سينغون (هيوستن روكتس NBA)، الذي حقق Tripple Double تاريخية أمام بولندا (19 نقطة، 12 متابعة، 10 تمريرات حاسمة).
أما اليونان، بطلة أوروبا مرتين (1987 و2005)، فتواصل حضورها المعتاد في المراحل المتقدمة، وفازت في 4 من آخر 5 مباريات بمتوسط 86.4 نقطة هجومية و74.8 دفاعية. وتعتمد على صلابة دفاعها وتنظيمه العالي. ومن أبرز نجومها التاريخيين فاسيليوس سبانوليس، الذي تألق أمام تركيا عام 2009 بتسجيله 23 نقطة و7 تمريرات حاسمة.
هذه المواجهة ليست مجرد مباراة نصف نهائي، بل فصل جديد في المنافسة التاريخية بينهما، حيث تحاول تركيا كسر الهيمنة اليونانية، فيما يسعى اليونانيون لتأكيد تفوقهم. ورغم الأفضلية الإحصائية لليونان، فإن تركيا اليوم تبدو خصمًا مختلفًا بسجلها المثالي، ما يجعل اللقاء مرتقبًا بشغف كبير وينذر بمواجهة ملتهبة ستكتب فصلًا جديدًا في الصراع السلوي بين الجارين.