بعد موسم طويل من "السداسيات" التي أثارت الكثير من الجدل وأفقدت الجماهير حماسها، ومع انتخاب لجنة تنفيذية جديدة للاتحاد اللبناني لكرة القدم، يبرز تساؤل مهم: ما الذي يجب على القائمين على اللعبة فعله لإخراجها من روتينها القاتل ووضعها على مسار التطور الصحيح، معيدين بذلك الشغف إلى الملاعب؟
لإعادة إحياء كرة القدم اللبنانية، هناك عدة نقاط جوهرية لا بد من معالجتها بجدية وحزم:
1. مراجعة نظام الدوري العام:
إن نظام "السداسيات" أثبت عدم فعاليته، فقد أثر سلبًا على كل جانب من جوانب الدوري، حتى أن الجمهور لم يعد يولي المباريات أي أهمية تذكر. يجب إعادة النظر في هذا النظام والبحث عن صيغة أكثر جاذبية وتنافسية، تعيد الإثارة والتشويق إلى البطولة وتجذب الجماهير مجددًا.
2. تنظيم عدد الأندية وأنظمة الاتحادات الفرعية:
يجب مراجعة عدد الأندية الممارسة للعبة في مختلف الدرجات، خاصة الدرجتين الثالثة والرابعة، والتي تشهد غالبًا تضخمًا لا يخدم مصلحة اللعبة. كما أن نظام الاتحادات الفرعية لم يحقق النتائج المرجوة منه منذ إنشائه، ويستدعي ذلك إعادة تقييم شاملة لفعاليته وأهدافه.
3. إعادة الحياة إلى الملاعب الكبيرة:
العديد من الملاعب الكبيرة في لبنان بحاجة ماسة إلى الترميم والتجهيز الجيد. إن توفير ملاعب ذات جودة عالية ومجهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الجماهير هو عامل أساسي لإعادة الحيوية إلى المباريات وزيادة الإقبال الجماهيري.
4. دعم الكادر التحكيمي وتطويره:
يُعد التحكيم جزءًا لا يتجزأ من نجاح أي مسابقة رياضية. يجب العمل بجد مع الكادر التحكيمي، وإقامة دورات تدريبية مكثفة ومستمرة للحكام، بالإضافة إلى تفعيل نظام مراقبة الحكام بشكل حازم وفاعل لضمان العدالة والنزاهة في المباريات.
5. مراجعة قرار اللاعبين الأجانب:
قرار السماح بأربعة لاعبين أجانب قد يحد من فرص اللاعب اللبناني في الظهور والتطور. العودة إلى الاكتفاء بثلاثة لاعبين أجانب في الملعب سيتيح مساحة أكبر للاعب المحلي لإثبات نفسه واكتساب الخبرة، مما ينعكس إيجابًا على مستوى المنتخب الوطني.
6. مساعدة الأندية وتأمين مواردها:
تعاني العديد من الأندية اللبنانية من ضائقة مالية كبيرة. يجب على الاتحاد مساعدة الأندية في تأمين الموارد الأساسية ورفع الأعباء المالية عنها، مثل بدلات الملاعب وإيجار الحكام. كما أن إقامة نظام تأمين صحي لكافة اللاعبين في الدوري اللبناني، بالاشتراك مع القطاع الخاص، سيُسهم في توفير بيئة أكثر استقرارًا للاندية وافصل أمانًا للاعبين.
إن مستقبل كرة القدم اللبنانية مرهون بالقرارات والإجراءات التي ستتخذها اللجنة التنفيذية الجديدة. إن تبني هذه المقترحات وتطبيقها بجدية سيمثل خطوة حاسمة نحو إخراج اللعبة من دائرة الركود، وإعادة الشغف إلى المدرجات، والأهم من ذلك، بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على المنافسة على المستويات الإقليمية والقارية. فهل نرى كرة القدم اللبنانية تستعيد بريقها وتعود إلى سابق عهدها، أم ستستمر في دوامة الروتين والملل؟ الإجابة في أيدي القائمين عليها.
شربل الحاج موسى