أبرم نادي العُلا السعودي لكرة السلة صفقة مزدوجة بضمّه قائد منتخب لبنان وائل عرقجي والنجم الأسترالي السوداني تون مايكر بعقود تبلغ 1.2 مليون دولار لكل منهما، ليلتحقا بالمخضرم الأميركي جوناثان غيبسون، هدّاف الحكمة السابق، الذي يقال ان عقده وصل إلى 700 ألف دولار.
تقنياً، يحصل العُلا على أفضل صانع لعب آسيوي حاليًا، يمتاز بقدرته على خلق الفرص والتسجيل من كافة المسافات، إلى جانب عملاقٍ يبلغ 2.13 م ويملك رميات ثلاثية موثوقة وحماية حديدية للسلة. هذا المزيج يمنح المدرب خيارات تكتيكية واسعة: لعب “البيك-أند-رول” بعمق، فتح المساحات للقناصين، وتحوّل سريع من الدفاع إلى الهجوم بفضل طول مايكر وسرعة عرقجي.
أما على الصعيد السعودي، فتعزز الصفقة مساعي الاتحاد المحلي لرفع مستوى الدوري وجذب الرعاة والجماهير، مستفيدًا من نجومية عرقجي عربياً وآسيويًا ومايكر عالمياً، ما قد يعجّل بإنشاء دوري محترف قوي ينافس البطولات الخليجية والآسيوية.
في المقابل، يدق التعاقد ناقوس الخطر في بيروت، فقد تخسر الأندية اللبنانية ركائزها إذا استمرت الفوارق المالية. وسيواجه الاتحاد اللبناني معضلة “تفريغ” فرق النخبة واهتزاز التوازن التنافسي المحلي. المطلوب اليوم استراتيجية تقوم على: تحسين مداخيل الأندية، وضع حوافز تشجع النجوم على البقاء مثل سقف رواتب مرن ومشاركات قارية أكثر جاذبية، دعم الأكاديميات وبناء القاعدة، إعادة هيكلة نظام الانتقالات والاحتراف الخارجي المدروس.
صفقة العُلا إذن ليست مجرد انتقالين لامعين، إنها مؤشر لتحوّل جغرافي في بوصلة كرة السلة العربية، يفرض على الجميع إعادة حساباتهم قبل موسم مشتعل.
عبدو شربل