مع نهائي بطولة لبنان لكرة السلة، لا يسعنا إلا أن نستحضر اسمًا استثنائيًا نقش حضوره في تاريخ الرياضة اللبنانية بأحرف من ذهب. أنطوان الشويري لم يكن مجرّد رئيس نادٍ، بل كان صانع نهضة، وحامل رؤية، وقائد مسيرة تحوّلت فيها كرة السلة اللبنانية من مجرد لعبة محلية إلى قصة نجاح عالمي. أكثر من 15 عامًا مضت على رحيله، لكن حضوره لا يزال راسخًا في ذاكرة كل من عرفه. جعل من نادي الحكمة رمزًا للتميّز، ومن لبنان اسمًا يتردد على الساحة الدولية. ولا يمكن التحدّث عن كرة السلة اللبنانية من دون التوقّف عند محطة أنطوان الشويري، الرجل الذي لم يكتف بإدارة نادٍ، بل بنى مشروعًا رياضيًا متكاملًا، مهّد الطريق أمام إنجازات محلية وعربية وآسيوية، وأوصل طموح اللبنانيين إلى العالمية. تسلّم الشويري رئاسة نادي الحكمة عام 1991، بعد وفاة الرئيس هنري الأسمر، في فترة كانت فيها القلعة الخضراء تعاني من تراجع كبير. لكنه أعاد الحياة إلى النادي من بوابة كرة السلة، فأسس فريقاً انطلق من الدرجة الثانية وحقق لقب كأس لبنان عام 1992، ليفتح الباب أمام مرحلة ذهبية لم يعرف لبنان مثيلاً لها: 19 لقباً محلياً خلال 12 عاماً، بطولتان عربيتان، وثلاثة ألقاب آسيوية، وصولاً إلى المشاركة في بطولة العالم للأندية في ميلانو 1999، كأول فريق عربي وآسيوي يحقق هذا الإنجاز. لكن طموحات الشويري لم تتوقف عند الحكمة، بل امتدّت إلى المنتخب الوطني، فكان الداعم الأول في بلوغ لبنان نهائيات كأس العالم عامي 2002 و2006، كما دعم اتحادات وأندية وأبطالاً لم يبخل عليهم يوماً بشيء
فادي سمعان.