
تبقى مواجهة ريال مدريد وبرشلونة الحدث الأبرز في روزنامة كرة القدم الإسبانية، مهما تغيّرت الأجيال وتعاقب النجوم. ورغم انتهاء حقبة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، إلّا أن الكلاسيكو ما زال يستقطب أبرز نجوم اللعبة عالميًا مثل كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور ولامين يامال، مع استمرار التنافس المحموم على الألقاب الكبرى.
هذا الصدام التاريخي لم يُبنَ على كرة القدم وحدها، بل على جذور سياسية وثقافية تمتد لعقود، حيث تمثل برشلونة صوت الهوية الكتالونية، فيما يجسّد ريال مدريد سلطة العاصمة وعلاقتها بالدولة. وقد ازدادت الحساسية بين الجانبين خلال حقبة فرانكو، قبل أن ينتقل الصراع إلى الملاعب بقوة في القرن الحالي.
على صعيد الإنجازات، يتصدّر ريال مدريد المشهد برصيد 106 ألقاب مقابل 102 لبرشلونة، كما يمتلك الرقم القياسي في دوري أبطال أوروبا بـ15 لقبًا. أما تاريخ المواجهات بين الفريقين، فقد شهد 261 مباراة رسمية، يتفوّق فيها ريال بفوز واحد فقط: 105 انتصارات مقابل 104 للبارسا، بينما انتهت 52 مباراة بالتعادل، ما يعكس تقاربًا نادرًا بين عملاقين.
ومن أبرز الذكريات التي لا تُمحى تسجيل ريال مدريد أكبر انتصار بالتاريخ بنتيجة 11-1 عام 1943 في كأس الملك، وردّ برشلونة بفوز 7-2 عام 1950. فيما يبقى ليونيل ميسي الهدّاف التاريخي للكلاسيكو بـ26 هدفًا، بينما يحمل سيرجيو بوسكيتش الرقم القياسي في عدد المشاركات بـ48 مباراة.
الكلاسيكو ليس مجرد مباراة، بل صراع على الهوية والتاريخ. لقاء يكتب فصوله الأبطال، صراع لا يعرف نهاية.