ضجّت المواقع الإخبارية الرياضية في الآونة الأخيرة بسيل من الأخبار حول انتقالات محتملة لعدد من نجوم كرة السلة اللبنانية، وفي مقدّمهم وائل عرقجي، عمر جمال الدين، سيرجيو درويش، علي مزهر، أحمد إبراهيم، رودي الحاج موسى وغيرهم ، إلى الدوريات الآسيوية، وتحديدًا في اليابان كلاعبين آسيويين، وإلى السعودية.
وقد تحوّلت هذه الأخبار إلى مادة دسمة للشارع الرياضي، متصدّرة العناوين العريضة على المنصات المحلية، وسط توجه واضح من أندية آسيوية و أيضًا خليجية لاستقطاب اللاعبين اللبنانيين، مستفيدة من مستوياتهم العالية وخبراتهم، مقابل عروض مالية مغرية يصعب على الأندية اللبنانية مجاراتها.
إن هذا الزخم الإعلامي يعكس تصاعد ظاهرة الاحتراف الخارجي، التي بدأت تأخذ منحى متسارعًا، ما يثير في المقابل العديد من التساؤلات والهواجس حول مستقبل اللعبة محليًا، ومدى تأثر مستوى المنافسة، وقدرة الأندية اللبنانية على التكيّف مع هذا الواقع الجديد.
وفي خضم هذا الكم المتزايد من الأخبار، يبرز تساؤل مشروع وملحّ: ما سرّ توقيت هذه "الهجمة الإعلامية" المفاجئة على نجوم السلة اللبنانية؟ ولماذا يُفتح ملف الاحتراف الخارجي دفعةً واحدة في هذا الظرف تحديدًا، وسط سيل من الشائعات والأسماء المتداولة؟ ما الهدف الحقيقي من ذلك؟ وهل الأندية قادرة على سد هذه الفراغات؟ وهل سيؤثر غياب النجوم على الحضور الجماهيري؟ أسئلة كثيرة تُطرح وتنتظر الإجابات.
ولا بد من التأكيد هنا على أن الاحتراف الخارجي هو حق مشروع لكل لاعب، ولا يجوز النظر إليه كخسارة أو تخلي عن الواجب، بل على العكس، فهو يوفّر للاعب فرصة للتطوّر والنمو المهني، ويُعدّ عنصر قوة للمنتخب الوطني، من خلال ما يكتسبه اللاعب من خبرات واحتكاك خارجي بمستويات أعلى.
ولكن، في ظل هذه الضبابية، بات من الضروري أن تسارع الأندية المعنية إلى إصدار بيانات رسمية توضّح من خلالها مواقفها إزاء ما يُثار، لا سيما أن العديد من اللاعبين المرتبطين بهذه الأخبار لا يزالون ملتزمين بعقود سارية تمتد بين سنة وثلاث سنوات. فالصمت في هذا التوقيت لا يخدم أحدًا، بل يفتح الباب أمام مزيد من الإشاعات والتفسيرات التي قد تضر بمصلحة اللعبة، وتنعكس سلبًا على معنويات الفرق وجماهيرها، وحتى على تركيز اللاعبين أنفسهم.
عبدو شربل